--------------------------------------------------------------------------------
+
----
-ما أكثر النعم وما أقل الشكر عليها !!
هناك نعم كثيرة لا يمكن حصرها أو عدها والتي من الله علينا – نحن البشر ونحن الأمة المحمدية- فهناك نعمة الاسلام والايمان التي هي من أكبر النعم ، وهناك نعمة الصحة والعافية ، ونعمة المال والأولاد ، نعمة النجاح والتفوق ، نعمة السعادة والأمن ، الي غيرها من النعم ، لكنه وبالرغم من كثرة النعم إلا أنه لا يقابله الشكر الذي تستحقه ، وبعض من الناس لا يهتم بالقليل من النعم ، إن الذي لا يشكر الله على القليل لا يشكره على الكثير ، وبناء على هذا فان الشكر على القليل هو المدخل الأساسي للشكر على القليل والكثير ، واعلموا أحبائي الأعزاء أن الذي يريد أن يسعد قلبه وأن ينشرح صدره فعليه أن يملأ قلبه وجوارحه حمدا وشكرا لله عز وجل ، أما الذي يعيش ناقما على ربه فإنه يعيش في ضنك وتعاسة وشقاء . الشاكرين على النعم قليل جدا قال تعالي ( وقليل من عبادي الشكور ) .
وإذا تأملت أحوال الناس فترى بعضهم يؤجل الشكر على النعم على أن يحصل نعمة أخرى ، فإذا حصل تلك النعمة طمع في نعمة أخرى دون الشكر على هذه وتلك ، فمثال هذا يورده لنا الشيخ محمود المصري ( فمن الناس من يأخذ النعم نقدا ويقدم الشكر نسيئة ، فتراه إن كان يمتلك دراجة يقول : سأشكر ربي إذا أعطاني ربي دراجة بخارية ، فإذا رزقه الله دراجة بخارية يقول : سأشكر ربي إذا رزقني الله سيارة قديمة ، فإذا رزقه الله سيارة قديمة يقول : سأشكر ربي إذا رزقني سيارة جديدة …. وهكذا تراه يؤجل الشكر لله – جل وعلا ، ولا يشكر بنعم الله وهي تتوالي علية تترا ) نعم إن من يشكر الله على نعمه يزيد ويبارك له ، ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) . ويقول الشاعر إيليا أبو ماضي :-
ü كم تشتكي وتقول إنك معدم
والأرض ملكك والسماء والأنجم ؟
ولك الحقول وزهرها وأريجها
ونسيمها والبلبل المترنم
والماء حولك فضة رقراقة
والشمس فوقك عسجد يتضرم
والنور يبني في السفوح وفي الذرا
دورا مزخرفة وحينا يهدم
هشت لك الدنيا فما لك واجما ؟
هيهات يرجعه اليك ندم
فيا أحبتي فلنلجأ الي الشكر على النعم لأنها مفاتيح الرزق والبركات وتقرب لله عز وجل وتحقيق لعبودية رب العباد ، فلنجعل الشكر ملجأ حتى لا نحزن ، لأن الشكر يذهب الهموم والأحزان ويشرح الصدور ويرضي الرب ويزيد النعم . أخي العزيز لا يغرنك الحال الذي يعيشه أصحاب الدنيا والكفار ، ولكن ارض بما قسم الله لك من الرزق ، فإذا كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا سواء .
إن مما يسخط الناس على أنفسهم وعلى حياتهم ، ويحرمهم من لذة الرضا ، أنهم قليلو الاحساس بما يتمتعون به من نعم غامرة ، وربما فقدت قيمتها بإلفها ، أو بسهولة الحصول عليها ، وهم يقولون ينقصنا كذا وكذا ، ونريد كذا وكذا ، ولا يقولون عندنا كذا وكذا…..
اللهم اجعلنا من الذين تحققت فيهم معاني الأحاديث الشريفة التي تقول :- ( وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ، قد علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وعلم أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، علم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوه بشي لم ينفعوه إلا بشيئ قد كتبه الله له ، ولو اجتعمت على أن يضروه بشيئ لم يضروه إلا بشيئ قد كتبه الله له – عز وجل ) وهذه ليست الألفاظ الحقيقية بل هي معاني أحاديث شريفة رويت عن نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه .
اللهم اجعلنا من الشاكرين على نعمتك ، الصابرين على مصائبك ، اللهم اجعل كل أمرنا خيرا لنا وتقبل منا صالح الأعمال وبلغنا رمضان وذي الحجة القادمة ونحن في قمة السعادة ، في شكر على نعمك ، في تدبر وعبرة ، في استفادة من كثير من الأوقات الضائعة منا كل ساعة وكل يوم ….. اللهم آميييين .